خمس طرق يستخدمها الصندوق لجعل الثروة الحيوانيّة أكثر ملاءمة للمناخ

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

خمس طرق يستخدمها الصندوق لجعل الثروة الحيوانيّة أكثر ملاءمة للمناخ

المقدر للقراءة دقيقة 7
© IFAD/ Didor Sadulloev

مع ارتفاع حرارة كوكبنا، غالبًا ما تصور تربية الحيوانات على أنّها المسؤولة عن ذلك. وفي حين أنّ سلاسل القيمة الحيوانية تساهم بنسبة 14.5 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة، فإنّ التخلّص من الثروة الحيوانية ليس الحلّ. والأمر أكثر دقّة من ذلك بكثير.

وعدد كبير جدًا من السكّان الريفيين يعتمد على حيواناتهم من أجل سبل عيشهم، وتغذيتهم، وأساليب حياتهم التقليديّة.

ويمكن أن يتسبّب صغار رعاة الماشية بانبعاثات أقل، وهم غالبا جزء من مجموعة متنوّعة من الممارسات الزراعيّة التي تحفظ الأراضي، والمياه، والتنوّع البيولوجي. ويمكنهم استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة من خلال ممارسات مثل الزراعة الدوّارة والحراجة الزراعيّة.

ولا تكمن المشكلة دائما في الثروة الحيوانية. بل إن دعم صغار المزارعين ليصبحوا أكثر عناية بالبيئة يمكن أن يعزّز النظم الغذائيّة، ويحافظ على سبل العيش – ويكون مفيدا للكوكب أيضًا.

1. الحيوانات السعيدة والصحية تنتج أكثر

المزارعون في بوليفيا يقومون بتهجين سلالات اللاما لإنتاج لحوم وصوف أفضل.  © IFAD/ Cristóbal Corral 

عندما تكون الحيوانات في صحّة جيّدة ومتكيّفة مع الظروف المحليّة فإنّها تنتج كمية أكبر ونوعيّة أفضل من الحليب، واللحوم، والبيض، والصوف. وبهذه الطريقة، يمكن للمزارعين أن يحتفظوا بأعداد أقل من الماشية والطيور، مما يخفض من الآثار البيئيّة الإجماليّة للثروة الحيوانيّة.

والصندوق يدعم المزارعين لكي يربّوا الحيوانات الأكثر إنتاجيّة والتي يمكنها التكيّف مع بيئتها المحليّة. وفي بوليفيا، يساعد تهجين السلالات المحليّة مع سلالات محسنة مربي اللاما على إنتاج المزيد من اللحوم والصوف، وزيادة مداخيلهم.

ومن خلال الوصول الأفضل إلى الخدمات البيطريّة واللقاحات، تبقى الحيوانات في صحّة جيّدة وتنتج أكثر. وفي قيرغيزستان، على سبيل المثال، ينقل الأطباء البيطريون على دراجاتهم النارية العناية الصحيّة الحيوانيّة إلى الأماكن الريفيّة النائيّة. وهذا يساهم في زيادة إنتاج اللحوم والحليب بنسبة 4 في المائة، ويخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 17 في المائة. 

2.  ممارسات رعي أفضل من أجل مراعٍ أفضل صحة 

الرعي الدوار في طاجيكستان يتيح للأراضي فرصة كي تتجدد. © IFAD/Didor Sadulloev 

يعتمد العديد من النظم الإيكولوجيّة للمراعي على رعي الحيوانات كي تزدهر. فالحيوانات تنثر البذور، وتسمّد التربة بروثها، وتقضم الأعشاب بحيث تتمكّن نباتات وحشرات متنوّعة من النمو. ومع ذلك يجب إدارة المراعي بعناية كي لا يلحق بها الضرر نتيجة الإفراط في الرعي.

ولحماية هذه النظم الإيكولوجيّة المهمّة، يساعد الصندوق رعاة الماشية على استعادة المراعي، وحماية الموارد المائيّة، ومنع التعرية.

وإراحة المراعي، والطرق المؤدّية إلى أراضي الرعي النائية، وإدارة أحجام القطعان تحدّ جميعها من الأعباء الواقعة على الأراضي، وتتيح لها فرصة التجدّد. وفي طاجيكستان، يعزّز مشروع تنمية الثروة الحيوانية والمراعي المدعوم من الصندوق الرعي الدوار الذي يعطي فرصة للنباتات كي تعمق جذورها وتحتجز المزيد من الكربون.

 

3. استخدام المدخلات الحيوانيّة المناسبة ....   

يمكن للعلف المناسب أن يقلّل من الهدر ويحفظ الأراضي. © FAO/Patrick Meinhardt 

إطعام الحيوانات بقايا المحاصيل ومنتجاتها الثانويّة، مثل سويقات الأرز أو نخالته، يقلّل من الهدر ويحفظ الأراضي الزراعيّة لإنتاج الأغذية للبشر بدلا من الحيوانات، ويحدّ من آثار إنتاج الأغذية.

والذرة عالية الجودة والقادرة على التحمّل التي تنتج محليًا في ليسوتو من خلال مشروع تجديد البيئة الطبيعية وسبل العيش تعني أن الرعاة لا يحتاجون إلى الاعتماد على الصويا المستوردة. ويمكن لهذا التدخّل والتدخّلات الأخرى في إطار مشروع تجديد البيئة الطبيعيّة وسبل العيش أن يحدّ من الانبعاثات بنسبة 7 في المائة إذا ما استخدمت في سائر قطاع الثروة الحيوانيّة، ويزيد من إنتاج البروتينات.

4. ... واستخدام المخلفات الحيوانية بطريقة صحيحة   

مزارع في كينيا يستخدم الغاز الحيوي في الطهي. © IFAD/ Translieu/ Samuel Nyaberi 

يعيد روث الحيوانات العناصر المغذيّة والمياه إلى التربة، ويقلّل من الاعتماد على الأسمدة الاصطناعيّة.

في بوركينا فاسو والنيجر، يقوم المزارعون الذين يدعمهم الصندوق باستخدام أساليب السكان الأصليين، مثل أسلوب حفر "الزاي"، وهي عبارة عن حفر صغيرة تُملأ بالمواد العضويّة لجمع مياه الأمطار، تجتذب الحشرات التي ترطب التربة وتجعل الأراضي خصبة من جديد.

كما يمكن استخدام روث الحيوانات لإنتاج الغاز الحيوي، الذي يمكن للمجتمعات المحليّة الريفيّة استخدامه لتوليد الطاقة، وهو أقل تلويثا بكثير من حرق الحطب والفحم. وبدعم من الصندوق، يستخدم المزارعون في كينيا ورواندا هاضمات الغاز الحيوي المتنقلة المبتكرة للقيام بذلك.

5. الثروة الحيوانيّة ينبغي أن تكون جزءا من الحلول الوطنيّة في التصدي لتغيّر المناخ

يستخدم الصندوق أدوات خاصة بالحيوانات لحساب كيف تساهم الحيوانات في تغيّر المناخ. © IFAD/Roger Anis  

يعمل الصندوق مع 15 بلدا وقّعت على التعهد العالمي بشأن الميثان من أجل دمج الحد من الميثان في التزاماتها الوطنيّة بالتصدي لتغير المناخ.

ويترتب على هذا حساب كيف تساهم الحيوانات في تغير المناخ ووضع نماذج لسيناريوهات الانبعاثات باستخدام أدوات خاصّة بالحيوانات مثل النموذج التفاعلي للمحاسبة البيئية للثروة الحيوانية العالمية (GLEAM-i). ويمكن لصانعي السياسات استخدام النتائج لطلب التمويل المناخي وتصميم تدابير خضراء تصلح للمزارعين المحليين.

وفي قيرغيزستان، عملت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والصندوق مع الحكومة لإدراج نتائج تقييم النموذج التفاعلي للمحاسبة البيئيّة للثروة الحيوانيّة العالميّة في المساهمات المحددة وطنيًّا للبلد. وتجري حاليا تقييمات مماثلة في جورجيا مع مشروع تحديث الألبان والوصول إلى ‏الأسواق.

وفي رواندا وتنزانيا، تزود تقييمات غازات الدفيئة لمشروع تنمية الألبان في رواندا - المرحلة الثانية، ومشروع التحويل الذكي مناخيا لمنتجات الألبان لأصحاب الحيازات الصغيرة المدعومين من الصندوق بالمعلومات تصميم مشروع إقليمي ممول من الصندوق الأخضر للمناخ سيدعم صغار منتجي الألبان لاعتماد تدابير أكثر خضرة، مثل الممارسات المخفّضة للانبعاثات والمحسّنة للإنتاجية، وتدابير إعادة استخدام المخلفات، وتطوير روابط مع أسواق الكربون العالميّة.

ويمكن لتربية الحيوانات، إذا ما دُعمت بالشكل المناسب، أن تستمر في كونها مفيدة بالنسبة للكوكب، وتوفّر سبل عيش لمجتمعات محليّة ضعيفة لا تحصى في جميع أنحاء العالم.