من الحقل إلى المائدة، السكان الريفيون يحوّلون نظمنا الغذائية

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

من الحقل إلى المائدة، السكان الريفيون يحوّلون نظمنا الغذائية

المقدر للقراءة دقيقة 5
© IFAD/Manuela Cavada

الطريقة التي تُزرع بها أغذيتنا، وتجهز، وتباع، وتؤكل تؤثر على أجسامنا، ومجتمعاتنا، وبيئتنا. ومن المفارقات أن العديد من صغار المزارعين الذين هم في صميم هذه العملية لا يحصلون على فوائد التغذية ذات الجودة أو سبل العيش التي يُعتمد عليها. 

لقد حان الوقت للتغيير. وحول العالم، يقود صغار المزارعين، وصيادو الأسماك، والمنتجون الريفيون التحوّل بالفعل، عاملين على تحسين النظم الغذائية لتعود بالفائدة على صحتنا، والكوكب، وأشد السكان الريفيين فقرا. 

إنهم يحوّلون طريقة زراعة الأغذية 

لقد أنقذت الزراعة المكثفة الملايين من المجاعة، ولكن غالبا ما أضرت بالبيئة الطبيعية. فالاستخدام المفرط لمبيدات الآفات يسبب الاضطراب للنظم الإيكولوجية ذات التوازن الدقيق، ويقتل المخلوقات المفيدة مثل النحل. ولكن هناك طرق للسيطرة على الآفات وحفظ النظم الإيكولوجية في نفس الوقت باستخدام أساليب مثل الإدارة المتكاملة للآفات والحراجة الزراعية. 

يقوم المزارعون في إثيوبيا بالتحول إلى المكافحة الكيميائية الحيوية، مستخدمين مبيدات آفات مصنوعة من النباتات والحيوانات المحلية. وهذه المبيدات ليست أقل ضررا على التربة والبيئة وحسب، بل وتزيد من كمية الغلال. 

وفي منطقة الأمازون البوليفية، يقوم المزارعون بإنعاش الأراضي المتدهورة باستخدام أساليب طبيعية لزراعة الجوز البرازيلي. بينما في منطقة الأمازون البيروفية، تقوم النساء من مجتمع أواجون الأصلي بحفظ الغابات وزراعة 42 صنفا من الكسافا ومجموعة كبيرة من أنواع الشاي والنباتات الطبية. 

إنهم يحوّلون طريقة تجهيز الأغذية 

في السنغال، يُربى المحار ويدخّن لحفظه لمدة أطول. © IFAD/Ibrahima Kebe Diallo 

 

غالبا ما نظن أن الأغذية المجهزة ضارة. ولكن هذا ليس صحيحا في حالات كثيرة. 

تجهيز الأغذية مثل تدخين المحار أو صنع عجائن الفاكهة يساعد على جعل المنتجات الطازجة تبقى لفترة أطول دون أن تفسد. وهذا يحد من فقد الأغذية ويضمن وصولها إلى الأشخاص الذين هم في أشد الحاجة إليها. 

في المجتمع المحلي النائي لبريجو دوي إيرماو في شمال شرقي البرازيل، تستخدم النساء المعدات الموفرة للعمالة لتحويل فاكهة البوريتي المغذية إلى عجينة بحيث يتمكنّ من تصديرها إلى بقية العالم. وكغيرها من المحاصيل النقدية الأخرى، لا تضر فاكهة البوريتي بالنظم الإيكولوجية المحلية – وقد أدت إلى زيادة المداخيل المحلية بما يصل إلى 40 في المائة

وفي فييت نام، يقوم السكان الريفيون بتجهيز وحفظ الأغذية الفريدة والتقليدية، مساعدين بذلك على حماية تنوعها وزيادة مداخيلهم. 

إنهم يحوّلون طريقة بيع الأغذية 

يبحث المنتجون الريفيون عن أسواق جديدة وطرق جديدة لتسويق ما ينتجونه. ويزيد هذا من مداخيلهم ويوصل سلعهم إلى مزيد من المستهلكين. 

وفي تركيا، يستخدم الشباب الذين ينتقلون من المناطق الحضرية إلى المناطق الريفية خبرتهم في الإنترنت للوصول إلى أسواق جديدة. وفي ساريفيلر، يتصل المزارعون الشباب بالمشترين في البلدة السياحية ألانيا كي يزودوا المشترين الراغبين بألذ الفراولة في البلد. 

وعشاق الطعام في الصين يعرفون أن أطرى لحوم الخنزير تأتي من جبال مقاطعة زينبا. والآن، وبدعم من الصندوق، يمكن لمربي الخنازير هنا وضع علامة رقمية على منتجاتهم تربط لحم الخنزير بمصدره. وختم الجودة هذا يعني أن المستهلكين يعرفون بأنهم يحصلون على أفضل منتج، بينما يحصل المزارعون على سعر أعلى لمنتجهم ذي القيمة. 

إنهم يحوّلون ما نأكل 

النساء في غامبيا يزرعن طائفة من المحاصيل في حدائقهن المجتمعية. © IFAD/Barbara Gravelli 

 

لفترة طويلة من الزمن، كنا نفكر بالغذاء كمصدر للطاقة التي يوفرها: هل ننتج ما يكفي من الغذاء كي يحصل الجميع على السعرات الحرارية التي يحتاجون إليها؟ ولكن السعرات الحرارية وحدها لا تكفي: فنحن نحتاج إلى نمط غذائي متنوع مع ما يكفي من الفيتامينات، والمعادن والبروتين لا لمجرد البقاء على قيد الحياة، بل لكي نزدهر.   

وهذا هو المجال الذي يحدث فيه الصندوق فارقا كبيرا. فنهجنا في الزراعة التي تراعي التغذية يضع التغذية في صميم عملنا من أجل مساعدة السكان الريفيين على الحصول على أغذية متنوعة، ومغذية، وآمنة بسعر في متناول أيديهم طوال السنة. 

وفي غامبيا، تجتمع النساء للعناية بالحدائق المجتمعية بحيث لا تعتمد أسرهن على الأرز وحده، بل تتمتع بالطماطم، والبصل، والفلفل، والملفوف، والبطاطس الحلوة.   

وفي جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، تقوم النساء اللاتي تدربن في مدارس المزارعين الخاصة بالتغذية بتعليم أقرانهن على الأنماط الغذائية الصحية والمتنوعة، ويقدمن عروض الطبخ. 

يلعب صغار المزارعين دورا حاسما في تحويل النظم الغذائية. ومن خلال المساهمات السخية المقدمة للتجديد الثالث عشر لموارده، يعمل الصندوق على مساعدتهم على تحقيق هذا التحول.