الاستثمار في مستقبل أفضل: آسيا والمحيط الهادي

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الاستثمار في مستقبل أفضل: آسيا والمحيط الهادي

المقدر للقراءة دقيقة 7
© Dhiraj Singh/IFAD

منطقة آسيا والمحيط الهادي هي واحدة من المناطق التي تتسم بالتناقضات المذهلة والحجم المذهل. فهي موطن لأعلى القمم في العالم وكذلك للجزر المنخفضة التي تغمرها مياه البحر. 

وفي الوقت الذي يدعو فيه الصندوق إلى الاستثمار في السكان الريفيين، التقينا بالمديرة الإقليمية لآسيا والمحيط الهادي في الصندوق، Reehana Rifat Raza، لمعرفة التحديات التي يواجهها السكان الريفيون في هذه المنطقة الديناميكية، وكيف يمكن للاستثمار أن يحدث فرقا كبيرا بالنسبة لمستقبلهم. 

ما هي التحديات الرئيسية في المنطقة؟ 

يضرب تغير المناخ هذه المنطقة بشدة أكبر كل عام. ففي عام 2022، اجتاحت الفيضانات جميع أنحاء باكستان، وهو ما أثر على 33 مليون شخص. وهذا يعادل ضعف عدد سكان هولندا تقريبا. 

وفي الوقت نفسه، تؤثر ندرة المياه على الزراعة في جميع أنحاء جنوب آسيا. فقد انخفضت إمدادات المياه في حوض نهر السند بنسبة 79 في المائة. وتتعدى مياه البحر على محاصيل المزارعين في فييت نام، وانخفض مصيد الأسماك في الفلبين بمقدار عشر مرات مع اختفاء الشعاب المرجانية. 

وعلى الرغم من التقدم الاقتصادي، لا يزال هناك 155.2 مليون شخص في المنطقة يعيشون في فقر مدقع. وبالنظر إلى أن الجهات المانحة تعطي الأولوية للبلدان المنخفضة الدخل على حساب البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا أو البلدان المتوسطة الدخل، فإن العديد منها يخاطر بالتسلل عبر الثغرات. 

وتدعو الحكومات في المنطقة إلى تحقيق العدالة المناخية، التي من خلالها تفي البلدان الأكثر ثراء - التي تتحمل أكبر قدر من المسؤولية عن تغير المناخ - بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار أمريكي للتمويل المناخي كل عام. وحتى الآن، لم يتم الوفاء بهذه الوعود. والأكثر من ذلك، أن جزءا ضئيلا فقط من التمويل المناخي يُوجه إلى صغار المزارعين. 

وأخيرا، فإن الوضع المالي العالمي يعني أن التضخم لا يزال مرتفعا. ويواجه العديد من البلدان أعباء دين عام مرتفعة وحيزا ماليا محدودا للاقتراض. وهذا يستدعي زيادة الاستثمار في المؤسسات المتعددة الأطراف، مثل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والأدوات المالية التي تسمح للبلدان المتوسطة الدخل بالاقتراض بتكلفة زهيدة لتمويل التكيف مع المناخ والتنمية الريفية. 

عضو في جمعية تسويق الأسماك يجفف السمك في سوق Pazhaverkadu للأسماك في الهند. © Dhiraj Singh/IFAD

 

ما الفرق الذي أحدثه الصندوق في المنطقة؟ 

يتواجد الصندوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي منذ إنشائه. وفي الواقع، كان أول قرض لنا على الإطلاق إلى سري لانكا. ونحن نستثمر حاليا 2.6 مليار دولار أمريكي عبر 49 برنامجا في 20 دولة. وبالنسبة للعديد من الأماكن التي يصعب الوصول إليها، حيث تشتد الحاجة إلى الدعم، فإن الصندوق هو المصدر الوحيد للمساعدة المالية أو الخبرة التقنية. 

وقد أسهمت شراكتنا الوثيقة مع الصين في تحقيق انخفاض ملحوظ في الفقر المدقع في المناطق الريفية. 

وفي فيجي، ينطوي دعم الصندوق على أن أكثر من 3200 مزارع تمكنوا من زيادة دخلهم بعد الجائحة من خلال تنويع المحاصيل، والمدخلات الزراعية عالية الجودة، وتجهيز الأغذية، والوصول إلى أسواق جديدة. 

وفي نيبال، تدير المجتمعات المحلية الآن أكثر من 21 000 هكتار من الأراضي التي تحافظ على غاباتها ومستجمعات مياه الأنهار باستخدام رسم خرائط نظم المعلومات الجغرافية. وهم يحمون أنفسهم من الانهيارات الأرضية المدمرة، ليس ذلك فحسب، بل زادوا أيضا من مردودهم بمقدار الثلث. 

وفي شرق الهند، تنطوي مرافق الرعاية النهارية التي تعمل بالطاقة الشمسية على أن أصبحت لدى الآباء مساحة آمنة لترك أطفالهم عندما يذهبون إلى العمل. ويحصل الأطفال أيضا على وجبات صحية ومغذية. وهنا قابلت Rita Majhi التي كانت ترسل ولديها التوأم إلى الحضانة بينما تعمل في أرضها، وتعلمت عن إطعامهم بشكل صحيح من موظفي الحضانة. 

وتعمل هذه الحضانة المدعومة من برنامج OPELIP في أوديشا بالهند أيضا كمركز للتغذية يقدم خطط وجبات، بالإضافة إلى فحوصات صحية منتظمة وتحصين. Subham Paridha/IFAD© 

 

ما هي الفرص غير المستغلة في المنطقة والتي يمكن الاستفادة منها بمزيد من الاستثمار؟ 

بما أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في هذه المنطقة، ويعيش أكثر من نصفهم في المناطق الريفية، فإن الفرص محدودة فقط بخيالنا. 

ولدى العديد من الحكومات في المنطقة الفرصة لاستثمار الموارد بطرق مبتكرة. فعلى سبيل المثال، مع انتشار 62 في المائة من الهواتف المحمولة في جميع أنحاء المنطقة، يمكن للتكنولوجيات الرقمية تحسين خدمات الإرشاد أو ربط المزارعين بالأسواق أو توفير معلومات مناخية في الوقت المناسب. وهذا يحدث بالفعل، ولكن ينبغي توسيع نطاقه بطريقة شاملة، وإلا فإن النساء مهددات بالتخلف عن الركب

ويقدم الاقتصاد الأزرق فرصة ضخمة غير مستغلة. فالمنطقة محاطة بالمحيطين الهندي والهادي. ويمكن أن تؤدي الإدارة المستدامة لهذه الموارد الهائلة إلى تحفيز التنمية في العديد من المجالات - بدءا من توليد الطاقة المتجددة وتعزيز السياحة البيئية، وصولا إلى مصايد الأسماك الصديقة للمناخ والنقل. 

ويمكن أن يساعد التعاون الإقليمي في التصدي للتحديات المتزايدة العابرة للحدود، بما في ذلك فجوات البنية التحتية، والترابط التجاري، والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ. ولقد رأينا أن العمل الجماعي لبناء المنافع العامة الإقليمية يجلب فوائد أكبر من البلدان التي تعمل بمفردها لمعالجة القضايا التي تؤثر أيضا على جيرانها. 

فعلى سبيل المثال، يعمل الصندوق مع رابطة أمم جنوب شرق آسيا لمعالجة دوافع تدهور الأراضي والحرائق والضباب العابر للحدود في إندونيسيا وماليزيا والفلبين وفييت نام. 

ما هي رسالتك للأشخاص الذين يقررون مقدار المساهمة في الصندوق؟ 

رسالتي بسيطة: لقد حان الوقت للتكيف مع تغير المناخ. ويجب أن ندافع عن أفقر الفقراء الذين يتأثرون بشكل غير متناسب، ومع ذلك لا صوت لهم.