الاستثمار في مستقبل أفضل: الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

الاستثمار في مستقبل أفضل: الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى

المقدر للقراءة دقيقة 8
© IFAD/Roger Anis 

يمتد إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى عبر ثلاث قارات – من سهوب آسيا الوسطى، عبر الشرق الأوسط، إلى شواطئ البلقان على البحر الأبيض المتوسط وما يتجاوز ذلك حتى التقاء أفريقيا بالمحيط الأطلسي. 

التقينا بالمديرة الإقليمية لشعبة الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى، دينا صالح، لمعرفة كيف يواجه السكان الريفيون في الإقليم وقائع النزاع وتغير المناخ لنفهم لماذا يمكن للاستثمارات المناسبة الآن أن تحدث فارقا كبيرا فيما بعد. 

ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه إقليمك؟ 

يواجه السكان الريفيون في إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى مجموعة كبيرة من التحديات، ولكني سأركز على أربعة: التضخم، وتغير المناخ، والكوارث الطبيعية، وبطالة الشباب. 

لقد أدى عدم الاستقرار السياسي العالمي في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع أسعار الأغذية. والتضخم يعني أن أساسيات الحياة اليومية أصبحت بعيدة عن متناول العديدين. وفي السودان التي يمزقها النزاع، بلغ معدل التضخم 71.6 في المائة، وحتى في تركيا، وهي بلد متوسط الدخل، تجاوز التضخم نسبة 50 في المائة. والنتيجة؟ واحد من كل خمسة أشخاص في إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى يعاني من نقص التغذية، وحوالي ربع مليار شخص متأثرون بانعدام الأمن الغذائي. 

ويفاقم تغير المناخ من حالة معقدة بالفعل، مما يجعل حتى من الأصعب إنتاج الأغذية. وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصلت البلدان إلى الحد الأقصى من استهلاك موارد المياه العذبة لديها، والتي تعتبر حيوية بالنسبة لزراعة الأغذية. وفي أوروبا وآسيا الوسطى، الأراضي متدهورة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، وممارسات الزراعة والري غير المستدامة. 

والكوارث الطبيعية، مثل الفيضان في ليبيا والزلازل في تركيا والمغرب، تعيد الناجين سنوات إلى الوراء، بينما النزاع والهشاشة في بلدان مثل السودان، ولبنان، وسورية، واليمن يعنيان أن الكثيرين لا يمكنهم الوصول إلى الأغذية والخدمات الأساسية. 

وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثلث الشباب تقريبا لا يمارسون العمل، أو التعليم، أو التدريب، بينما الأرقام في أوروبا وآسيا الوسطى مرتفعة – وفي ازدياد – بسبب التحديات الاقتصادية الشديدة. وعندما تكون البطالة مرتفعة، كذلك تكون مخاطر النزاع والهجرة الاقتصادية. 

ما هو الفارق الذي أحدثه الصندوق في إقليمك؟   

قانون جديد للمراعي في قيرغيزستان يساعد المجتمعات المحلية الريفية على الازدهار. © APIU/IFAD

 

لعبت البلدان في إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى دورا أساسيا في إنشاء الصندوق في عام 1977، مع استثمار جهات مانحة مثل المملكة العربية السعودية والكويت 100 مليون دولار أمريكي و50 مليون دولار أمريكي، على التوالي، في التجديد الأول لموارد الصندوق وحده. 

واليوم، نستثمر 942 مليون دولار أمريكي في 20 بلدا عبر الإقليم. وفي قيرغيزستان، دعمنا وضع قانون للمراعي أعطى المجتمعات المحلية الريفية سلطة إدارة مراعيها. ومن خلال حفظ البيئة واستيلاد حيوانات أقل ولكن أفضل، وجدت قيرغيزستان سبيلا إلى دمج الثروة الحيوانية في استراتيجيتها للحد من الانبعاثات. 

ومع تغير المناخ، تجعل موجات الحر، والجفاف، وتوغلات مياه البحر من الأصعب زراعة دلتا النيل الخصبة في مصر.  ولكن مشروع الاستثمارات وسبل كسب العيش الزراعية المستدامة الممول من الصندوق يُدخل تكنولوجيات جديدة مثل الاستزراع النباتي والسمكي وطرق الري المستدامة بحيث يتمكن المزارعون من مواصلة إطعام البلد. 

وتظهر هذه الأمثلة كيف يمكن لأثرنا أن يكون بعيد المدى. ولكن سماع الفارق الذي يمكن لعمل الصندوق أن يحدثه في حياة شخص واحد يمكن أن يكون مجزيا بنفس القدر. 

ومن بين هؤلاء الأشخاص إنصاف رفاعي. وهي أم عزباء فرّت من الحرب في سورية مع أطفالها الأربعة في عام 2012. وبفضل موهبتها وتفانيها، وبفضل مشروع مرفق اللاجئين، والمهاجرين، والتهجير القسري، والاستقرار الريفي ممول من الصندوق، أصبحت تدير اليوم مشغلا ناجحا للخياطة في الأردن. وهي تقول: "شعرت بأنه ينبغي لي أن أنهض وأن أكون قوية من أجل أطفالي. ونهضت وواجهت حياتنا الجديدة." 

وأصوات العديدين من السكان الريفيين أمثال إنصاف يتردد صداها في ذهني. وفي سائر إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى، يقوم الصندوق برد الجميل على الثقة التي منحتنا إياها بلدان الإقليم قبل 50 سنة والنهوض بالعمل الصعب الذي يتطلبه تحويل مستقبل المناطق الريفية، حتى في أكثر الظروف تحديا. 

ما هي فرص الإقليم غير المستغلة التي يمكن الاستفادة منها مع المزيد من الاستثمار؟ 

الاستثمار في النظم الغذائية الصحية والحد من واردات الأغذية يمكن أن يعود بالفائدة على مجتمعات محلية بأكملها. © IFAD/Imam Ibrahim Albumey 

 

نحن مصممون على تحقيق المستوى الأمثل لما نقوم به. ومن خلال الربط الاستراتيجي بين البرامج - مثل الربط بين محاور المياه والغذاء والطاقة في مصر الذي يهدف إلى إعطاء ستة ملايين شخص فرصة الوصول إلى التمويل - والتكنولوجيا، والممارسات الزراعية الجيدة، يمكننا زيادة فعالية واستدامة استثماراتنا. وهذا يعني العمل عبر القطاعات التي يعتمد عليها السكان الريفيون وإيجاد الفرص للشباب. 

وفي مصر، نستفيد من طرق الري التقليدية لتقديم تكنولوجيات حديثة لإدارة المياه وزيادة مواسم الحصاد الناجحة في ظل ظروف جوية غير منتظمة. والاستثمار في سدود جديدة وبنائها في مواقع أفضل يعني أن المجتمعات البدوية في شمال مصر يمكنها الآن أن تتحمل تأثيرات تغير المناخ، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، وأن تصبح أكثر قدرة على الصمود. 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمارات طويلة الأجل في الخيارات الغذائية المستدامة، بما في ذلك تنويع النظام الغذائي، ضرورية للأمن الغذائي والنظم الغذائية الأقوى. وفي السودان، دعم مشروع التنمية المتكاملة للزارعة والتسويق التابع للصندوق المجتمعات المحلية الريفية في إنشاء حدائق الخضروات المغذية والمستدامة، مما يسمح بالحصول على نظم غذائية صحية والحد من الاعتماد على الواردات الغذائية. 

ما هي رسالتك إلى الأشخاص الذين يقررون بشأن حجم مساهمتهم للصندوق؟ 

نحن نعلم بأن الاستثمارات في السكان الريفيين تعمل بنجاح – ونحن نعلم بأن آثارها يمكن أن تكون طويلة الأمد. ولكن إقليم الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى يعلم جيدا كيف أن ما يحقق من مكاسب وتقدم يمكن أن يكون هشا. وسوف تصبح الأزمات معتادة جدا ما لم يقم صناع القرار بالاستثمار بشكل عاجل في القدرة على الصمود