مع كلّ قطرة مياه، زيادة للإنتاج الغذائي

IFAD Asset Request Portlet

ناشر الأصول

مع كلّ قطرة مياه، زيادة للإنتاج الغذائي

المقدر للقراءة دقيقة 6
© FAO/IFAD/WFP/Eduardo Sotera

لا يوجد غذاء بدون مياه

ولكن إنتاج الغذاء يضع أيضا أكبر ضغط على مصادر المياه. وفي الواقع، تُوجه تقريبا جميع عمليات سحب المياه السطحية والجوفية نحو الزراعة. 

وفي ظل تأثر أجزاء كثيرة من العالم بشكل متزايد بندرة المياه، فمن الأهمية بمكان أن نستخدم المياه برُشد. 

ولحسن الحظ، فإن صغار المزارعين على مستوى هذا التحدي. 

الريّ المبتكر 

يستخدم المزارعون في الأردن الري بالتنقيط، وهو أحد أكثر الأنظمة كفاءة لزراعة المحاصيل. IFAD/Arthur Tainturier© 

تقع ثلاث من كل أربع مزارع صغيرة الحجم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في مناطق تعاني من ندرة المياه، وأقل من ثلثها يحصل على الري. 

ويساعد الصندوق أصحاب الحيازات الصغيرة على إنتاج المزيد من المحاصيل لحجم المياه المستخدمة، من خلال تحسين إدارة الأراضي والممارسات الزراعية والتحكم في المياه. 

فعلى سبيل المثال، يوفر الري بالتنقيط الكمية المناسبة من المياه في الوقت المناسب، وهو ما يساعد على تقليل الفاقد. وتقنيات الزراعة المحافظة على الموارد، مثل تناوب المحاصيل والزراعة بدون حراثة، تغذي التربة بحيث تحتفظ بالمياه. 

وفي الأردن، قدمت نور عمر محمد بنات نظاما مبتكرا للري بالتنقيط يعمل بالطاقة الشمسية إلى مزرعة العنب الخاصة بها. والآن بعد أن ازدهرت، تخطط لإضافة أشجار الزيتون والتين. 

ولإعداد وصيانة أنظمة الري بالتنقيط، تحتاج إلى المواد المناسبة. ولهذا السبب، يبني الصندوق سلاسل توريد محلية لمعدات الري بأسعار معقولة في مدغشقر والهند وغانا حتى يتمكن المزارعون من زراعة الخضروات حتى في موسم الجفاف. 

وفي مصر، استبدل مشروع تطوير الري الحقلي في الأراضي القديمة قنوات الري التقليدية المبطنة بأنابيب تحت الأرض، وهو ما جعل توزيع المياه أكثر إنصافا وزاد المردود بشكل كبير. 

لا تُهدر قطرة 

مكن إعادة استخدام المياه لتوليد السماد أو إنتاج المزيد من الغذاء. FAO/Luis Tato© 

لا يساعد الصندوق المزارعين على تقليل كمية المياه اللازمة فحسب، بل يساعدهم أيضا على إعادة استخدامها. 

وبمجرد معالجتها، يمكن لمياه الصرف الصحي أن تخفف من ندرة المياه، وهو ما جربه الصندوق في البرازيل والأردن

ويمكن أيضا استخدام مياه الصرف الصحي لتوليد الغاز الحيوي والسماد العضوي أو لإنتاج المزيد من الأغذية، مثل تربية الأسماك في حقول الأرز المغمورة بالمياه، وهو ما يولّد اقتصادا دائريا للمياه. 

اختيار المحاصيل المناسبة 

مع تغير المناخ، تتغير ظروف النمو أيضا. ويعني ارتفاع درجات الحرارة والتدهور البيئي أن العديد من المزارعين لا يمكنهم الاعتماد على المياه التي تصل إلى محاصيلهم في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة. وهذا يمكن أن يدمر سبل عيشهم. 

ويتمثل أحد الحلول في تنويع هذه المحاصيل. ويساعد الصندوق المزارعين على زراعة محاصيل قديمة وأكثر قدرة على التكيف، مثل الذرة الرفيعة والدخن والفونيو. وفي نيبال، أظهرت البحوث التي يمولها الصندوق أن أصناف الأرز الجديدة التي تتحمل الجفاف يمكن أن تؤدي إلى مردود أعلى بنسبة 30 في المائة من الأصناف التقليدية. 

وتعود بعض المجتمعات إلى الأساسيات. ففي منطقة كاتينغا شبه القاحلة في البرازيل، يضر الجفاف وتدهور التربة بالمحاصيل. وبدعم من الصندوق، يقوم حراس البذور من الشعوب الأصلية بجمع البذور المحلية وإعادة زرعها لتخزين ثروتهم الوراثية للأجيال القادمة وتحديد الأصناف الأكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ. 

النهوض بالغذاء 

امرأة في الفلبين تضع الأسماك لتجف تحت أشعة الشمس. وفي الخلفية، المجفف الشمسي الذي تستخدمه في الأيام الممطرة والملبدة بالغيوم. FAO/Enrique Espejo Jr© 

مما يثير القلق أن 14 في المائة من الأغذية لا تصل أبدا إلى المستهلك. وكل غرام يضيع قبل الاستهلاك يعني فقدان الدخل لصغار المزارعين وفقدان المياه الثمينة المستخدمة في إنتاجه. ويساعد تحسين الاتصال والتخزين ومعالجة الأغذية على الحيلولة دون حدوث ذلك. 

وحتى أبسط الحلول يمكن أن تحدث فرقا. ففي تيمور - ليشتي، بدأ المزارعون في تخزين الذرة المحصودة في براميل محكمة الإغلاق يوفرها الصندوق، وانخفض فقد الأغذية لديهم بشكل حاد. 

وفي كمبوديا، طور مشروع تكنولوجيات الطاقة المتجددة لصالح المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة الذي يدعمه الصندوق مجففات تعمل بالطاقة الشمسية يمكن للمزارعين من خلالها الحفاظ بشكل صحي على الأغذية التي تستهلك المياه بكثافة مثل الأسماك ولحوم البقر. 

وتساعد الطرق الجيدة في جلب الغذاء إلى الأسواق والمستهلكين قبل أن يفسد. وعندما تتوافق الطرق المصممة جيدا مع الاحتياجات المحلية، فإنها يمكن أن تساعد أيضا على الحفاظ على موارد المياه. 

في ظل تضاؤل الموارد المائية في جميع أنحاء العالم، يبتكر صغار المزارعين ويعتمدون على الأساليب القديمة والجديدة لإنتاج الغذاء المتنوع والمغذي الذي نحتاجه جميعا للازدهار. 

إن ضمان حصولهم على المعرفة والموارد التي يحتاجون إليها هو أفضل طريقة للحفاظ على مياهنا للمستقبل، إلى جانب منع انعدام الأمن الغذائي في الوقت الحاضر.